Monday, June 6, 2011

فنانون تشكيليون يقيمون معرضا للوحاتهم بمترو الانفاق


أطلقت ثورة 25 يناير طاقات شباب الفنانين التشكيليين الذين طالما عانوا لجذب الجمهور إلى أعمالهم وتوفير قاعات لعرضها، فما كان منهم إلا أن نزلوا بأعمالهم إلى الشارع، ووجدوا ضالتهم في محطة "السادات" لمترو الأنفاق، الموجودة بمنطقة وسط البلد التي تحتضن ميدان التحرير، مهد الثورة المصرية.
واتفقت مجموعة من شباب التشكيليين مع محمد الشيمي، رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، على عرض أعمالهم في أحد الممرات الرئيسية في محطة السادات.

واسترعى المعرض انتباه آلاف من ركاب المترو، الذين ظلوا يتأملون بشغف الأعمال الفنية المعلقة على حوائط الممر، مذيلة بتوقيع فنانيها وغالبيتها مستلهم من الثورة المصرية، فهناك عشرات اللوحات التي تعبر عن عذابات الإنسان المصري، وقهر السلطة الحاكمة له، منها لوحة الرسام أسامة إمام الليثي، التي يصور فيها شيخا مصريا غارقا في عذاباته، ويرفع يديه لأعلى ناشدا الحرية، والفرار من تلك العذابات والصعود من الهاوية.

وهناك عدة لوحات تتناول الظلم والصلف الذي عاشه المصريون في فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك، منها لوحتان للفنانة حنان النشرتي تصور إحداهما مبارك ووجهه يبدو مقسما بخريطة مصر، في إشارة إلى بقاء الوطن وذهاب الحكام، واللوحة الأخرى يبدو فيها مبارك خلف القضبان، فيما الرؤساء السابقون محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات يلوحون بالتحية لقوى الشعب المصري الذي تبادلهم التحية، فيما الجميع يديرون ظهورهم لمبارك.


الأعمال الفنية للشباب لاقت استحسان الجمهور

ولاقت الرسومات الفنية لشباب التشكيليين استحسانا كبيرا من رواد مترو الأنفاق، الذين سألوا عن أسعار هذه اللوحات من أجل شراء بعضها، لكنهم فوجئوا بأن هذه اللوحات للعرض فقط، وليست للبيع، على عكس كل معارض الفن التشكيلي، وهو القرار الذي اتخذه الشباب والتزموا به، لأن همهم الأكبر عرض فنهم على الجمهور أولا لا بيعه.

واشتكى الرسام أسامة إمام الليثي من المبالغة في أسعار قاعات عرض الفن التشكيلي، مشيرا إلى أن شباب الفنانين التشكيليين لا يجدون فرصة لمنافسة الكبار في ضوء المبالغة في الأسعار، فضلا عن القدرات التسويقية العالية للفنانين الكبار، إذ أن كلا منهم لديه شبكة من السماسرة جاهزين لشراء كل لوحاتهم بمجرد الإعلان عن تنظيم معرض جديد لهم.

معرض مترو الأنفاق دليل على التغيير

واعتبر الليثي أن معرض مترو الأنفاق دليل على التغيير الذي لحق بمصر بعد الثورة، إذ يشعر الشباب الآن بأن لهم نصيبا في بلدهم، بعد أن كانوا على الهامش، معربا عن تطلعه لتنظيم معرض مماثل في مطار القاهرة الدولي.

من جانبه، قال الرسام محمد رضا حسانين، المشارك في المعرض بنحو 28 لوحة: إن إدارة مترو الأنفاق وعدت بتخصيص أحد ممرات محطة السادات ليصبح معرضا دائما لشباب الفنانين التشكيلين، مبديا استغرابه من أن تهتم إدارة المترو بمشكلاتهم، فيما لا يعيرهم المسؤولون عن الفن التشكيلي أي اهتمام.

وأضاف حسانين، أن شباب التشكيليين بمقدروهم التيسير على المواطنين الراغبين في اقتناء أعمالهم من خلال بيع اللوحات، ولو حتى بأسعار التكلفة، حتى ينتشر الفن التشكيلي في الشارع المصري، ولا يظل حبيس المعارض الفنية، التي تعتبر حكرا على الفنانين الكبار.

وأوضح أن شباب التشكيلين طالما أصابتهم الانتكاسات، بعد أن سعوا إلى منافسة الكبار، عبر تأجير صالات لعرض أعمالهم رغم أسعارها الباهظة، إلا أنهم فوجئوا أكثر من مرة بأن أحدا لا يهتم بهذه المعارض، ولا يزورها أي شخص، ولا حتى المسؤول الذي سبق الاتفاق معه على افتتاح المعرض، مضيفا، أنه استفاد كثيرا من معرض مترو الأنفاق، لدرجة أنه تلقى عروضا لتنظيم معارض لأعماله في بعض دول الخليج

No comments:

Post a Comment