Friday, June 22, 2012

جنون الاخوان .. طارق رضوان


 
تتبعوا مسيرة الإخوان منذ الثورة وحتى وقتنا الحالى. تجد ما يثير ضحكك حتى تدمع وتجد ما يسرك من الجهل والجنون وغياب الكفاءات وانتشار البلادة ما بين كل قياداتها، ولا أعرف منذ متى والإخوان يحركها رجل واحد فى تحركاتها السياسية، كما هو حادث الآن مع خيرت الشاطر، ما هذا الذى يفعله الرجل بتاريخ الإخوان ومستقبلهم أليس هناك رجل رشيد يقف فى وجهه. على الشاطر أن يراجع نفسه ويقف أمام مرآته ويحاسب نفسه حسابا عسيرا. الرجل ينهى على الإخوان بكل جدارة. لقد وصلوا إلى مرحلة الإعجاب بالخصم لدرجة تقليده. ما يفعلونه هو بالضبط ما كان يقوم به النظام السابق. وليتهم  تأثروا بنظام ناجح. لكنهم اختاروا النموذج الأسهل لأنه الأفشل والأغبى على مدار تاريخ مصر الحديث. الجنون الإخوانى نحو السلطة يجعلك تراجع نفسك وأنت ترى تساقط الأقنعة وتتهاوى نظراتك  المحايدة نحو التيارات السياسية، ومنهم الجماعة التى تعرضت لحملات تشويه وتعذيب لا مثيل لها،  وهى الطريقة القديمة الكلاسيكية الغبية للقضاء على الإخوان: السجن والسحل والتعذيب، لا تميت فكرة ولا تقتل أيديولوجية ولا تدفن عقيدة أبدا، بل تقويها وتزيدها صلابة وعنادا وإعادة تشكيل دائم ومرونة من أجل الحفاظ على بقائها حية، كما أنها تجلب حالة تعاطف غير عادية من الناس. وكل القضايا التى أدين فيها الإخوان فى ظل النظام السابق لم تقض على الإخوان أو حتى على سمعتهم. لا أحد يعيش بمفرده فى الحياة السياسية ومن يحاول فنهايته قريبة، كما كانت الحال فى التجربة الشيوعية والنازية والفاشية، الكل يموت ولو بعد حين. الحياة تتسع للجميع والشعب هو الميزان وهو المقياس وهو الرقيب وهو المستفيد الأوحد. من يعمل وعينه غافلة عن الشعب يخسر دائما وهنا مربط الفرس. الآن الحياة السياسية المصرية تجعلك تفطس من الضحك، لا أحد لديه شرعية الشارع. لا العسكر ولا الإخوان ولا الثوار ولا السلفيون ولا شفيق ولا حتى الثورة نفسها. الجميع لا يمتلك  الشعبية المتفق عليها كى يتحدث باسم الشعب. العسكر تورطوا فى مستنقع السياسة وظنوا أنهم قادرون على إدارة البلاد بالفكر العسكرى رغم نجاحات العسكر المتعددة والمتتالية لتحقيق ما يريد لكن عينه لم تكن على الشعب، لذلك خسر قطاعا كبيرا من الناس كانت تنظر له بعين المحب لا بعين المتشكك ولا بعين الكاره. نعم العسكر هو الفائز الوحيد فى كل تلك المعارك السياسية لكنه خسر أهم حليف له وهو الإجماع على تأييده وتقديسه وحبه لتاريخه الطويل المشرف. خسر الشعب وفقد هيبته. أما الإخوان فقد أصبحوا محترفى خسارة الشارع. تتبع أسلوبهم  فى الدعاية للمرسى تجدهم فى حالة عصبية وتوتر وارتباك، وكل ما يلعبون عليه فى دعايتهم هو شفيق الفلول. شفيق عدو الثورة وفقط. كلنا نعرف أن شفيق عدو الثورة وأنه واحد من أهم رموز الفلول بل هو يمثل الثورة المضادة. ما الجديد فى هذا؟ خسروا كل شىء والدليل هى الأصوات التى أعطت للمرسى. كم عددها؟ هل هذا هو عدد الأصوات الإخوانية مضاف إليه أصوات أبو الفتوح؟ إذن لا إجماع للشعب عليهم. إذن غير مبرر أبدا أن يكوش الإخوان على الحياة السياسية. الحالة الإخوانية الآن تتلخص فى الكذب والمراوغة والخيانة والغباء والانتهازية ونقض العهود والديكتاتورية والفاشية. وما يحزنك فى كل هذا المشهد الإخوانى العبثى هو الشباب الإخوانى. وهو من أطهر وأنقى وأنظف شباب مصر. شباب صادق برىء طيّع يفرح عينك وأنت ترى واحدا منهم. شباب دخلوا اللعبة الإخوانية القذرة وهم يعتقدون أنهم يرضون الله ويعلون شأن الإسلام. بعضهم أو أكثرية منهم يعرفون أن تلك القيادات الموجودة الآن هى أقل القيادات كفاءة فى تاريخ الإخوان، بل وبعضهم يرى أن تلك القيادات غير جديرة بإدارة محل سوبر ماركت لا الكيان الإخوانى العتيد. لقد تدهورت سمعتهم وفقدوا ثقة الناس وبالنظر إلى كل الوعود الإخوانية التى قدموها للناس لا تجد منها ما تحقق إلا ما كان فى مصلحتهم فقط، بل وفى صالح أفراد من القيادات الإخوانية. الإخوان يتحالفون مع الشيطان من أجل الحفاظ على مشروعهم الأممى وخلافتهم الإسلامية. وبحل مجلس الشعب سيدخل الإخوان النفق المظلم دون شعبية. دون تعاطف الناس ومعهم سخط القواعد الإخوانية من الشباب. القيادات الإخوانية تبرز أردأ ما عندهم من رجال، وتزيح الأفضل تماما كالحزب الوطنى. الشاطر هو عز، وعز هو الشاطر، مع الفارق الأخلاقى. شتان ما بين الشاطر وعز فى القيم الأخلاقية. الشاطر لا غبار عليه من هذه الناحية، لكننا هنا نتكلم عن الممارسة السياسية. كيف يجرؤ الإخوان على تقديم محمد المرسى مرشحا لهم للرئاسة. فهو منذ بداية الكلام وجه غير مقبول لدى الشباب الإخوانى وغير مقبول لدى الناس. يفتقد الكاريزما والوجه السمح الذى عمل عليه أباطرة الإخوان منذ بداية الجماعة. لاحظ كل صور حسن البنا، كلها صور لا تظهر سوى السماحة والابتسامة العذبة الوديعة والنظرة المتواضعة. لكن رداءة العقول جعلتنا نبتلى بصورة المرسى التى تملأ كل جدران مصر، وجه مستفز متجهم غاضب يبتسم فى تعالٍ، يتحدث كأنك تواجه سيلا من الرصاص، كلمات كلها تعالٍ وغرور. جهل تخجل منه وأنت تسمعه وتريد أن تصرخ فى وجهه ليصمت. الإخوان فى نهاية طريق وليسوا فى بداية طريق وكل خططهم للسيطرة على مفاصل الدولة كما يقول الأب الروحى لإخوان تركيا  فتح الله كول لن تنجح أبدا. المزاج المصرى والتركيبة المصرية لا تتفق مع التركيبة الإخوانية. كان على الإخوان أن يتعايشوا فى الحياة السياسية المصرية بعد الثورة. مشاركة لا مغالبة. يشاركون فى تقدم الأمة المصرية لا الأمة الإخوانية والفارق كبير. لكن الجهل والغرور والانتهازية والغباء السياسى لدى كل قياداتهم قضت عليهم والبقية تأتى
نقلا عن جريدة التحرير

No comments:

Post a Comment